حقيقة التطور

لأن التطوُّر حقيقة، فهو لم يَعُد أمر قابل للنقاش. في هذا العمل التنويري من العِلم المُبسَّط، يوضح لنا عالم الأنثروبولوجيا كاميرون م. سميث بأن التطوُّر لا يحدث فحسب، بل هو واجب الحدوث. ُيبدَّد سميث فكرةْ (التي يتبناها العديد من المُصدَّقين العاديين بالتطوُّر) أن التطوُّر هو نوع من العمليات المبرمجة مسبقاً ذوات نتيجة حتمية. فالتطوُّر، وكما يناقش سميث، ليس آلة لتخريج المنتجات النهائية، بل هو النتيجة غير المقصودة لثلاث حقائق مستقلة للعالم الطبيعي: (١) أن أشكال الحياة تنتج الذُرِّية (التضاعف)؛ (٢) أن الذُرِّية غير متطابقة مع الأبوين (التمايز)؛ (٣) لا تتمكن كل الذُرِّية من البقاء على قيد الحياة (الانتقاء).
يستخدم سميث أمثلة من العالم الطبيعي لإلقاء الضوء على تلك الحقائق، وفي حين أن هذه الحقائق الثلاث ضروريَّة للتطوَُر، فأن النتيجة الفعّلية لها يمكن أن تكون غير متوقعة البَتَّة. ووفقاً إلى هذا التحليل، فأن نتيجة العملية التطوُّرية ثبتت أن تكون أكثر اعْتِباطِيّة مما كان يُعتقد سابقًا—إلا أن عملية التطوُّر هي دائمًا نتيجة لهذه الظواهر الطبيعية الثلاثة الواقعية والواضحة والمرئية.
وأيضاً يُعْرِج هذا الكتاب على أهم الاكتشافات العِلمية الجديدة في التطوُّر، والتي حدث العديد منها على مدى العشرين عاماً الماضية من "الثورة الجينوميَّة". وبالفعل فقد إجاد سميث في جعل هذه القضايا المعقدة سهلة المنال.
حقيقة التطوُّر، هو كتاب مُنظَّم للغاية، تَّثقيفي، وسهل القراءة، فضلاً عن كونه خيار مثالي لجميع الطلاب أو الباحثين أو لأيَّ شخص مهتم بتعلم التطوُّر.
كاميرون إم. سميث: عَالِم مُختصّ بِعُصُور ما قبل التاريخ، وأستاذ في قسم الأنثروبولوجيا في جامعة ولاية بورتلاند. كاتب للعِلوم الشعبية الُمبسَّطة، ومؤلف كتاب أشهر ١٠ خرافات حول التطوُّر (مع تشارلز سوليفان)، فضلاً عن العديد من الأعمال العِلمية، والمقالات المنشورة في الكثير من المجلات العِلمية المرموقة.
كتاب حقيقة التطوُّر هو الاِنهيالَ غير المنتهي من الأدلة، والمنطق الذي يدفن المفهوم الفارغ بأن الحياة لا تتطوُّر. يقدم سميث قضية فِطنة ومنيرة، بأن التطوُّر ليس شيئًا، بل هو نتيجة حتمية للتضاعف، والتمايز، والانتقاء. فالتطوُّر، وكما كتبَ سميث، لا يحدث فحسب، بل هو " واجب الحدوث ". كاميرون سميث، سَرَد لنا عرضًا بليغًا وجديدًا للتطوًّر كواقع واضح لعالمنا.
~گاي ب. هاريسون: مؤلف كتاب العِرق والواقع، وكتاب ٥٠ سبب يُعطيه المرء للإيمان بإله.